قلت : إلى بارئه والجنان | قالوا : أتدري من طواه الردى |
في النفس قد أحببته من زمان | ذاك صديقي حبه كامن |
فهو - على حالاته - كالجمان | أخلص في الود وأخلصته |
وسابق الأقران عند الرهان | قد جانب الفحشاء في فعله |
تختصر الأفعال عنه البيان | وصادق يخلص في جهده |
أسلسته بالكلمات الحسان | وكلما أغلظ في طبعه |
من عالم أقفر منه الأمان | أبا سمير .. من يمت يسترح |
وغله المسعور لا يستبان | و من صديق وده ظاهر |
تلدغ في الأحشاء .. كالأفعوان | ومن هموم نشرت ظلها |
الى عصا الساحر والبهلوان | ومن زمان أمره صائر |
وسيمت الذل وطعم الهوان | قد أطبق اليأس على أمتي |
مواسم الفرحة والمهرجان | تهيم في أحلامها ترتجي |
وشأنها أصغر من كل شأن | مأتم أعيادها أصبحت |
وجرحها من عثرات اللسان | آلامها من نزوات الهوى |
في كنف جل مقاما وشأن | يا قاسما .. قسمته قد غدت |
وغصنه أورق قبل الأوان | تخضر بالموت نفوس صفت |
وعشرة أقفر منها المكان | وألهف نفسي لصديق مضى |
وكل شيء ما خلا الله فان | في رحمة الله وفي خلده |