كيف يمكن لرجل أعمال أن يوفق بين مصلحته الخاصة و المصلحة العامة ؟
انه سؤال صعب دون شك يفشل العديد من رجال الأعمال في بلدنا في الأجابة عليه أو التدليل على امكانيتهم لتقديم اجابات شافية تقنعنا بمواطنيتهم وإنتمائهم بكل ما تحمله كلمة المواطنة من حقوق وواجبات. وحيث يفشل الكثير من رجال الأعمال الإجابة على هذا السؤال فإن المرحوم قاسم بن أحمد فخرو إستطاع وبكل جدارة وصدق تقديم الدليل تلو الدليل على إمكانية أن يجسد رجل الأعمال المعادلة الصعبة في التوفيق بين مصلحته العامة نبراسا يفتش على ضوئه عن مصلحته الخاصة . لم يكن لدى أول مغنم فردي . كما لم يكن عشق الأمة العربية والحلم بوحدتها وتكاملها مجرد شعارات براقة تنتكس لدى فشل أول مشروع إستثماري يقوم به في هذا البلد العربي أو ذاك . لقد كان هذا الرجل يحيك خيوط الأمل بمستقبل عربي مشرق من وحي معاناه تجارب مريرة خاضها هنا وهناك .. فهو واثق أن ما ينفع الناس سوف يبقى كونه الأصلح. أن قاسم بن أحمد فخرو كان يحترق في داخله كي لا تكبو أحلامه التي حاول تجسيدها في مشروعات وطنية وعربية . ليس خوفه على مصلحته . على الرغم من أنه خوف مشروع . بل وفي الدرجة الأولى خوف على الحلم أن لا يتحول الى حقيقة . وأن لا تتحول الحقيقة الى شواهد تحفز مزيدا من الأحلام . أنها - كما قلنا - معادلة صعبة وحيث فشل في إنجازها العديد من رجال الأعمال كان نجاح هذا الرجل جليا وواضحا لكل منصف لقد كانت حياة هذا الرجل سفر مديد من الصدق والنقاء والعفوية . قلما نجدها في حياة الرجال.حياة حملت بين ثناياها إصرار وتوقد ومثابرة لإنجاز رسالة خيرة ومقدسة. حياة تشبتت بحب العطاء دون حدود . فجاء قضاء الله وقدره لا لكي يضع حد لها . بل ليكرسها كنموذج يحتذي به . لقد حرص طيلة عمره أن يعطي الحياة كافة معانيها النبيلة . فكان لا بد أن تكرمه الحياة بما يستحق من مكانة رفيعة في نفوس كل من عرفة أو سمع عنه سوف تظل متداولة بين الأجيال . جيل بعد جيل |